المعضلة الايرانية واحتمالات التسوية

الكتابة فى احتمالات العلاقات بين الدول العربية وايران ،خاصة دول الخليج المجاورة، هى كالتعامل مع حقل ألغام،لابد من السير فى ذلك الحقل بتؤدة وحذر،لأن المتغيرات ليست فقط محلية او اقليمية، هى ايضا متغيرات دولية، بل جزء من الصراع العالمى اليوم على شكل النظام العالمى الجديد، كثر منه اليوم غير واضح ، فى ضوء اليقظة القومية الروسية من جهة ، والحمائية الغربية من جهة أخرى.

على المستوى الاقليمى ،فإن (ايران الدولة) لا تخفى طموحها فى التمدد، تعتمد ظاهريا على محورين، الأول هو (مساعدة المستضعفين)فى البلاد المجاورة،والذين وقع عليهم ظلم كبير من (انظمتهم ودول الاستكبار العالمى) من جهة، وعلى العاطفة المذهبية (الشيعية) من جهة أخرى لدى اتباع المذهب الشيعى وتتقاطع فكرة (المستضعفين) مع (مجاميع الشيعة) فى بعض البلاد العربية ، مثلالعراق ، ولبنان، واليمن(الزيود هم مخالفون فى بعض الأفكار للشيعة الاثنى عشرية)، ولكن بعضهم اليوم(الحوثيون) يرون أنفسهم متعاطفين مع الاثنى عشرية السياسية الايرانية.

هذا فى الظاهر، والذى يباع فى وسائل الاعلام ،وهو أفكار سياسية موجهة لاستهلاك العوام. ولكن فى الحقيقة إن ذلك التوسع هو رغبة (قومية) إيرانية، ويسوق ذلك التوسع من خلال إضافة  مشروع (حرب الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة وتابعه إسرائيل، والاستفادة منه لتوسيع المشروع الايرانى فى الجوار.ولقد وجد المشروع الإيرانىبرمته محفزات نتيجة لتطورات السياسة  فى الشرق الأوسط،منها (فشل الدول العربية أو بعضها) فى إقامة نظام لإدارة مجتمع حديث ، يحمل الأغلبية على احتضانه . وتزامن ذلك مع ماعرف بربيع العرب، فسقطت الدولة فى كل من العراق، واليمن، وسوريا ، بعد التدخل الامريكى فى العراق الذى اسقط أسس الدولة هناك.

ولقد مهدت حزمة هذه الأحداث لتوسع غير مقاوم من جانب الدولة الايرانية تجاه الخاصرة العربية، ولاستفادة إيران الدولة من سياسات غربية (مترددة) كما حدث فى عصر باراك أوباما  فى الولايات المتحدة الأمريكية(2009-2016) الذى أنتج فى النهاية مع شركائه ماعرف (بالاتفاق النووى) والذى وقع بين كل من ( دول مجلس الأمن الخمس دائمة العضوية، والمانيا) وغيران فى 15 يوليو 2015.التغير شبه الجوهرى هو انسحاب إدارة دونالد ترامب من ذلك الاتفاق وتقديم إثنى عشر مطلباً لإيران لإعادة النظر فى الاتفاق ، منها على سبيل المثال الكف عن تطوير الصواريخ الباليستية والخروج من التدخل فى الجوار(سوريت، والعراق، ولبنان، واليمن) وكف التدخل فى شئون البحرين ودول الخليج من بين مطالب أخرى.

تلك ساحة الصراع كما هى مرسومة فى النصف الثانى من عام 2018 . وبناء على تطور الفةاعل فى هذه الساحة، الداخليين والخارجيين،سوف تعتمد نتائج الصراع الذى قد يكون ساخنا او باردا من خلال الخضوع الإيرانى جزئيا والتنازل الامريكى جزئيا ايضا.

مجلة-السياسة-الدولية-اكتوبر-2018

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.