ورقة نقاشة
الخليج وأحداث إلحادي عشر من سبتمبر 2001
وجهة نظر في البعد الثقافي
- لأول مرة في تاريخ القمم السياسية العربية يتطرق القادة و الزعماء العرب، في ورقة رسمية وفي البيان الختامي و السياسي لاجتماعهم الرسمي، إلى موضوع كان قد أهمل كثيرا في السابق وهو الثقافة، ، ففي إعلان بيروت الصادر يوم 29 مارس 2002وفي نهاية القمة الرابعة عشرة التي عقدت هناك بين 28-29 مارس، تحدثت الختامي البيان عن:
- ( التأكيد على أهمية التفاعل بين الثقافات و الحضارات، انطلاقا مما تدعو أليه الأديان السماوية من نبذ جميع أشكال العنف و التفرقة العنصرية، والحض على التسامح و التعايش…مثمنين الجهود العربية و الإسلامية وغيرها الرامية إلى توضيح الحقائق عن الثقافة و الحضارة العربية الإسلامية وتفنيد المزاعم الباطلة حولها)
- (تفنيد المزاعم) هي العبارة المفتاح فيما سبق، وهي استجابة صريحة ومباشرة للهجوم القاسي الذي حظيت به ( الثقافة) العربية الإسلامية، بعد الحادي عشر من سبتمبر، فقد انصب التعليق في كثير مما نشر في الغرب،على أن الثقافة العربية، الإسلامية ترعي العنف و تستولده وتستلذ به!
- لقد جري أعادة ترتيب وتنظيم الكرة الأرضية في المائة عام الماضية اكثر من مرة، كما لم يحدث في القرون الماضية من تاريخ الإنسان قبل ذلك، فخلال هذه الفترة (القرن العشرين) شهد العالم ثلاث أحداث هامة كانت سببا في هذا التشكيل الذي اصبح معروفا اليوم، تلك الأحداث هي الحرب العالمية الأولى ، ثم الحرب العالمية الثانية، ثم ثالثا انهيار الاتحاد السوفيتي.
- في الحالات الثلاث كان محور الصراع هو مصالح الأمم و الشعوب، وفي قلبها المصالح الاقتصادية،من صراع على المستعمرات، ألي صراع على النفوذ.
- أما بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001 ( الهجوم على برجي التجارة العالمي في نيويورك، و البنتاجون في واشنطن) فقد شهد العالم اصطفافا جديدا في محاولة غير مسبوقة لترتيب العالم من جديد،ساحتها هذه المرة ،ليس الافتصاد و لا السياسة، بل الثقافة، ومظهرها الصراعي هو الاقسي، وزمنها هو الاقصر، وفي يقيني أن ما شهدناه حتى الان هو مجرد كتابة على الهامش( التغيير في افغانستان و الحرب ضد الإرهاب في العالم، وحتى الحرب في فلسطين)،وما هو متوقع في المستقبل سيكون اكبر و اكثر تاثيرا، انه محاولة للتغير في الفكر وتشكيل للثقافة، لدي مجتمعات مختلفة على راسها الثقافة العربية.
- ذاك التاريخ الدامي (الحادي عشر من سبتمبر 2001 )و التي كان من نتائجه بالغة العمق، فتح ملف ( الحضارات و الثقافات) أصبحت الثقافة (العربية الإسلامية )محط نقاش واسع، بل اصبح الاختلاف الثقافي محور من محاور السياسية الدولية، اهتمت به الدول و المجتمعات الغربية و الشرقية على السواء، وكانت الثقافة العربية و الحضارة الإسلامية هي بؤرة هذا الاهتمام، ومحط النقاش.
- ( الثقافة) هي مفهوم ملتبس، وهي تعني هنا المعتقدات و الأفكار و التصورات التي تجعل الإنسان يسلك سلوكا معيناـ أو يستجيب استجابة معينة تجاه مثير بذاته،فان كانت الاستجابة موجة نحو السياسة،فهي ثقافة سياسية، وان كانت موجهة نحو الاجتماع كانت ثقافة اجتماعية، أو نحو الاقتصاد، فهي ثقافة اقتصادية، أو الصحة فهي ثقافة صحية إلى آخره.
- ومن مفارقات الأقدار أن القرون الأربعة التي راح فيهما العالم العربي يغط في سبات عميق في ظل سيطرة الإمبراطورية العثمانية على الفضاء العربي، كانت هي نفسها القرون التي حققت فيها أوروبا قفزتها( الثقافية) الكبرى على مختلف الأصعدة : فيها ظهرت الدولة القومية ، وعصر النهضة ، والاكتشافات العلمية والجغرافية ، وفيها انتصرت البرجوازية ورسخ النظام الرأسمالي قواعده ، وبدأ عصر الصناعة . وهي القرون ذاتها التي خلقت من أوروبا قـوة عالمية طاغية صاغت نظاما عالميا جديدا ، ربط ، لأول مرة في تاريخ البشرية ، كل أجزاء المعمورة بشبكة كثيفة من العلاقات التجارية الاقتصادية العسكرية،فيما سمي بعد ذلك بالهيمنة الغربية.
- في ظل هذا النظام العالمي الذي وصف ب( الاستعماري)، حدثت الاختراقات الأوروبية الأولى للوطن العربي . ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حتى بداية القرن العشرين طورت أوروبا محاولاتها الاحتراقية إلى احتلال عسكري مباشر لعمق العالم العربي بأسره. وأفضى هذا إلى اندماج العالم العربي قسريا وبالتدريج في النظام العالمي اقتصاديا واستراتيجيا ، لا بشروطه وحسب مصلحته ، ولكن بشروط المحتلين و بناء على مصالحهم، فاصبح تابعا وملحقا ومشوه تنمويا.
- وفي هذه المرحلة التاريخية، حدث الصدام/اللقاء ، أو اللقاء/ الصدام بين الثقافة العربية /الإسلامية والثقافة الأوروبية الوافدة . وبين سعي المركز الأوروبي لترسيخ قيمه الثقافية والحضارية ومحاولاته التأثير على نخب محلية تعتنق أفكاره وتتبنى ثقافته، وفي سعي البرجوازيات الوطنية للتعرف على أفكار الغرب وتلمس مصادر قوته ، واكتشاف أسباب العجز العربي ، والتفتيش عن سبل النهوض المنشود ، وقد طرحت للنقاش في غمرة هذا الصدامّ/اللقاء، كل المسلمات الاجتماعية و السياسية التي يعيشها العرب ، وفي بعض الأوقات أكثر من النقاش إلى صراع، وفتح دعاة الإصلاح ومفكرو التنوير الأبواب مشرعة أمام كل التساؤلات . ويصف أحمد بهاء الدين هذه التساؤلات بقوله : “عصفت هذه التيارات كلها بمصر ، وتكاثرت الأسئلة الخطيرة المطروحة على العقل المصري ، والعربي بوجه عام …#
- “ما الذي حدث عبر القرون ؟ ما الذي جعلنا نتخلف وغيرنا ينطلق ؟ ما علاقتنا بالماضي ؟ وماذا نسلك من طرق المستقبل ؟ما جوهر الدين ؟ وما الذي علق به من عصور الانحطاط ؟ ما الحلال والحرام ؟ من الشعب ؟ … وما السلطة ؟ ومن الذي يحكمه ؟ أنصلح السلطة لكي ينصلح الناس ؟ أو نصلح الناس لكي تنصلح السلطة ؟ ما هويتنا ؟ … وطنية مصرية ؟ .. قومية عربية ؟ .. أمة إسلامية ؟ وهل هذه الانتماءات متعارضة أو متكاملة ؟ ” ##*مثل هذه الأسئلة طرحتها النخب العربية في كل بلد عربي.
- كانت القضية المركزية هي البحث عن الهوية العربية . وانعكس هذا على السبل التي اختارها مفكروا التنوير ، في بحثهم عن الخلاص . ويضيف أحمد بهاء الدين : “في هذه الفترة الشديدة الخطر ، عاش ذلك الرعيل … وقد ذهب كل منهم ، في ظروف شتى ، يضرب في سبيل … منهم من نظر إلى الخارج على انه مصدر النكبات و الماسي ومضى يحارب الاستعمار بالعمل السياسي المباشر لأنه رأس الداء ، ومنهم من نظر إلى الداخل ورأى أن التجديد الديني هو نقطة البدء في بعث الأمة ، ومنهم من خاض معركة التعليم، ومنهم من عمد إلى أسلحة التعليم المستحدثة كالمسرح والصحافة ، ومنهم من اختار النظر ألي واقع المرأة العربية ومنهم ومنهم.. .. ” **.
- بيت القصيد هنا هو أن (خطاب الهوية) قد طرح نفسه على العرب بقوة منذ مطلع القرن العشرين ،و يتراوح هذا الخطاب في مقاصده، بين خصوصية على المجتمع أن يحافظ عليها، ويتأكد على أن الآخر أن لا يهددها أو يعمل على اختراقها[1]،### أو مؤائمة هذه الهوية مع متطلبات العصر،.
- و قد اختلفت الاجتهادات النظرية و العملية لمواجهة ( الآخر) منها السياسي على مختلف ألوانه، ومنها الاقتصادي، إلا أن جميع المدارس الاجتهادية العربية، لم تستطع أن تتخلى عن ( الهوية الثقافية وخصوصيتها) بصرف النظر عن الاجتهادات. فاللبرالية التي اشتدت دعوتها فيما بين الحربين العالميتين، طرحت الولوج في الآخر،دون أن تقدم حلا مقنعا للأغلبية،والناصرية و القومية طرحت العروبة كمخرج اجتهادي،وعندما جاءت الاشتراكية، تحدثت عن اشتراكية عربية، و الإسلاميون طرحوا أن الإسلام (هو الحل) دون أن يقدموا بديلا لما يفرضه العصر من استعارات من الغرب، و الجميع كانوا يبحثون عن تأكيد ( الهوية الثقافية) بشكل ما، جميعهم يطرحوا ثنائية( الانفتاح أو الانغلاق) على العالم كجزء من حماية الهوية، أو البحث عن طريق ثالث.
- إذا كانت الثقافة هي الحاضنة للهوية، فأنها متعلقة بالسياسة، أي أن التماسك الثقافي هو بالضرورة لدى هذه المدارس باختلاف اجتهاداتها، تماسك سياسي، وبذا فانه لا يمكن فهم أية ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو غيرها دون الكشف عن مبررها الثقافي.
- زاد القلق على الوضع الثقافي العربي بزيادة تقدم وسائل الاتصال من جهة، وزيادة الضغوط الاقتصادية و السياسية من جهة أخرى، دون انفراج،فالمجتمعات التي تعيش قلقا متعلقا بالهوية، تخشي توحيد الأشكال، و تخاف تلاشي المتمايزات،وترهب الانصهار، في الوقت الذي تراقب فيه هذه المجتمعات مسيرة حركة عامة و عاصفة، رامية إلى إزالة الحواجز بين المجتمعات مصحوبة ب( عولمة) تفجر اصطدام الهوايات الخاصة، سواء كانت عقائدية أو قومية أو اثنية أو دينية، وفي كل مكان تقريبا، في دول العالم الثالث، وفيما بين المجتمعات( حروب أهلية)، وحتى في الدول المتقدمة، عن طريق ظهور اليمين العنصري.
- يتوافق كثير من الدارسين أن ( موجات التحولات الكبرى) في تاريخ الإنسانية هي ثلاثة،الزراعة و الصناعة، والموجه الثالثة هي المعرفة## : المعرفة و العلم الذي اخذ يحل محل جهد المزارع في الحقل،و العامل في المصنع، إنها ( أي الموجه الثالثة) كما يقول توفلر ،موجه اقتصادية اجتماعية نفسية وثقافية هي ( طريقة تفكير الناس في الزمان و المكان و الفضاء و المنطق و السببية و الدين و القوة و السلطة، باختصار إنها تؤثر في( الثقافة)
- الاختلاف في سرعة وعمق التأثير الثقافي جلية، فقد استغرقت الزراعة عشرة آلاف سنة لتنتقل بسرعة كليو متر واحد من الشرق الأوسط ألي أوربا،وتطلب عصر التصنيع قرنين ألي ثلاثة قرون ليعبر جزء كبيرا من العالم،أي الي أمريكا واجزاء من آسيا، ولكن الموجه الثالثة موجة (المعرفة ) لا تقاس بالالفيات أو بالقرون بل أن التقنية فيها تقاس بالوقت الحقيقي أو ما يقاربه، وفي الوقت الذي يوزع فيه تلفون نقال في ألمانيا يوزع في الشرق الأوسط و أفريقيا في نفس الوقت.
- يدخل الجانب الثقافي في الاقتصاد الهالمي بشكل أسرع و اكبر،إذ نرى أن الجانب الأكثر نموا في الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة مرتبط ارتباطا وثيقا بالعامل الثقافي، فالصناعة الثقافية تدخل كقطاع مستقل وأساسي في صنع الثروة، وبات العامل الثقافي عنصرا مكونا تتزايد أهميته ونسبته في الناتج الدولي العام، لذا فان مضمون تلك المنتجات المولدة من الصناعة الثقافية بات موضوعا سياسيا واستراتيجيا، فالمسالة ليست في إنشاء الصناعة الثقافية بل وفي مضمونها ايضا.
- فالصدمة الثقافية الواقعة علي المجتمعات اليوم سريعة وصاعقة، ومؤثرة تصل إلي الجميع، القرية و المدينة، المصنع و الحقل، البادية و الحضر، هذه الصدمة التي جعلت من شرائح في المجتمع العربي، تعود إلى النكوص و تتشكل في جماعات للمقاومة، وجزء منها كان أداة لاحداث سبتمبر 2001.
- يفرض علينا ما تقدم مجموعة من الأسئلة هي التي تقودنا لسبر واقعتا الثقافي، وهي أسئلة تتعلق بمحورين ثنائيين ، نلخصها في الآتي:
- الأول :المراوحة بين الانغلاق أو الانفتاح، ما مدى رغبتنا وقدرتنا على الانفتاح على الآخر،في ضوء التغيرات العالمية المشاهدة، وما مدى رغبتنا وقدرتنا على الانغلاق دون الآخر؟
- الثاني :التأصيل و التجديد ،وهي عملية في حالة صيرورة، فالتأصيل فكرة يتم اللجوء أليها بشكل مستمر من قبل أصحاب التوجه الانغلاقي، يواجهون الحاضر و مشكلاته الكبيرة و الحادة بالهروب إلى الماضي، للمحافظة على النقاء من التلوث الخارجي كما يعتقدون!، حتى لو تم الأمر بمساع ارتدادية و نكوصية، أو التجديد باستعارة الأدوات و الوسائل من ( الآخر، الغربي) دون المفاهيم و الفلسفات، أو التجديد الذي يأخذ من الآخر ما هو عقلاني ومفيد، حنى لو تعارض ذلك مع ثوابت لا يريد المجتمع لها فراقا، ومدرسة التجديد هذه تأخذ على مدرسة الانغلاق( كيلها بمكيالين) في قبول الأدوات المادية، ورفض المفاهيم الاجتماعية و السياسية،و المدرسة الثانية تأخذ على الأولى الانفتاح (المخرب)وضياع ( الهوية)
الثقافة كعامل سياسي في واقعنا العربي:
- لعلني اذكر أن نابليون بونابرت عندما دخل مصر في نهاية القرن السابع عشر ( أعلن إسلامه) وذاك استخدام للثقافة،بمعني من المعاني أو محاولة لاستخدام الثقافة.
- في عشاء عمل ضم مجموعة صغيرة في الكويت مع السيد زبجنيو بجرنسكي سنة 1977 وكان وقتها مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جيمي كارتر، كان يتحدث عن خلخلة الاتحاد السوفيتي عن طريق ( الجمهوريات الإسلامية) في جنوبه، وقتها لم يكن أحد يتصور سقوط الاتحاد السوفيتي، ولكن المدخل الذي كان يتحدث منه السيد المستشار للاستخدام السياسي كان مدخلا (ثقافيا)!(بأسلحة الأفكار و ليس بأسلحة النار)وكانت الفكرة المركزية الثقافية هي أن ( مادية الشيوعية متناقضة مع روحانية الدين [2]#وهو أمر جرى اليوم توثقيه بشكل واسع في اكثر من مصدر، خاصة ما صار يقينا اليوم من تشجيع أمريكي في الثمانينات من القرن الماضي لقوى ( أصولية) لمحاربة السوفيت في أفغانستان.
- ما نشهد اليوم علي الساحة الأفغانية وكل تداعياته منذ الحادي عشر من سبتمبر العام الماضي ( 2001) هو في قاعه أمر ثقافي.
- السيد جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية في مؤتمر اليونسكو الأخير في باريس ( أكتوبر 2001) وفي خطابه الرسمي تحدث واصفا الثلاثة قرون الأخيرة بأن الإنسانية شهدت فيها الآتي : القرن التاسع عشر شهد صراع القوميات، والعشرين شهد صراع الأيدلوجيات، أما في القرن الواحد و العشرون الذي نفتتح سنواته الأولى فأنها سوف تشهد ( صراع الثقافات)
- وندخل في القرن الواحد و العشرين ونشاهد بكل وضوح أن العامل الثقافي وكأنه داخل في كل نسيج العلاقات الدولية، فالثقافة تدخل ألي جوهر الاقتصاد وجوهر السياسة#[3]، وذلك على أنقاض النزاع الأيديولوجي و القومي.
- وفي شاهد آخر حول الصين، فقد وجد أن الصينيون من القرن السادس عشر حتى بداية العشرون، كانوا ينظروا في الجديد فيما إذا كان فيه اصل من تراثهم قبلوهِِ، ويرفضون ما لا يساير ذلك القديم، وقد تأخروا بين الأمم، حتى قلبوا الصيغة في بداية القرن العشرين، فان كان الجديد مقبولا وله في اصل تراثهم ما يناقضهـ تجاوزوا القديم ألي الجديد.
- الأستاذ عبد الرحمن الراشد في عاموده في الشرق الأوسط (3 يناير 2002) يتحدث عن ( رشوة داخل السفارة) و الموضوع اكتشاف رشوة في السفارة الأمريكية في جدة، لتسهيل دخول بشر إلى الولايات المتحدة، استدرج الموظف العربي الصغير المتهم للولايات المتحدة، وبوشر التحقيق معه ( في ضوء الهجوم علي الإرهاب) و البحث عن( مؤامرة) وتبين انه لا حلقات إجرامية و لا بيع تأشيرات كل ما في الأمر ( اختلاف ثقافات، ثقافة تجيز الرشاوى وثقافة تحرمها، ثقافة تمنع الواسطة وثقافة تعتبرها عرفا حسنا، ثقافة تعمم وثقافة تستثني) وهنا يتبين الخط الرفيع بين ثقافة و ثقافة ( فقد تبين أن الموظف كان يسمح للزبائن من القفز علي طابور الانتظار) ! من اجل ريالات قليلة.
مركزية الثقافة في التنمية:
في الفترة الأخيرة بدأت كتابات عديدة تحاول أن تتبين موقع الثقافة في التنمية،هل أسباب التخلف ( عكس التنمية) استعداد فطري لدي البشر، أو بشر بعينهم، أم هو محض ثقافي له علاقة ببعض العناصر الثقافية في المجتمع المعني؟
استقر رأى ثقاة من الباحثين على أن التخلف في أي مجتمع ليس بسبب طبيعة المناخ أو التضاريس أو حتى نظام حكم، قد تكون هذه أسباب ساعدت في عدم ولوج بعض المجتمعات أبواب التنمية، ولكن السكوت عن بعض قيود البيئة الاجتماعية المعطلة للتنمية وهي الثقافة،هو سكوت عن عمد لتجاهل بعض معوقات التنمية الاساسية، وقد اعترف اليوم أن الثقافة هي أحد أسس التخلف، فقد تبين – من عدد من الدراسات- أن المعوق الكبير لتحقيق التنمية هو الثقافة السائدة في مجتمع بعينه،وبمعنى آخر للوصول إلى ما وصلت أليه البلدان و المجتمعات الأخرى لتحقيق ( المعجزة) الاقتصادية ، لا بد أولا من درس ونقد الثقافة#[4]السائدة في المجتمع، للبحث في عناصرها، وفرز المعوق منها.
التطور و النمو في المجتمعات هو سلعة تاريخية نادرة وهو الاستثناء و ليس القاعدة،ولا غني عن مجموعة من الشروط الاقتصادية و السياسية ولكن أيضا الثقافية كي يتحقق،والتي لا تجتمع بسهولة كما يعتقد البعض، ومعرفتها تتطلب سبرا تاريخيا طويلا لمعرفة العام و الجوهري و المشترك في الثقافة السائدة وما هو ثابت منها و ما هو مؤقت،ما هو معطل للتنمية ( النهضة) او حاث عليها.
التطور أو النمو بشكل عام غير قابل للتقليد من آخرين بحذافيره، و غير قابل للتنفيذ من جهة أخرى إلا بفعل تحول داخلي في المجتمع المعني يبدأ بتغيير في الثقافة،فالثقافة هي مقدمة لبيعنا السلع و الخدمات، كما انها متطلب اساسي لانتاج هذه السلع و الخدمات.
لقد كشفت بعض البحوث الاجتماعية و الأنثروبولوجية عن وجود ملامح سلوكية وفكرية مشتركة بين فقراء مجتمعات عديدة كما دلل عالم اجتماع هو أوسكار لويس الذي قام بعدد من البحوث المقارنة في كل من قارة أمريكا اللاتينية و آسيا، وجد بعدها أن الفقر ليس ظاهرة اقتصادية تتمثل في انخفاض مستوى الحياة المادية، إنما هو ( ثقافة) كاملة، لها قيمها وأخلاقياتها وسلوكياتها و أنماطها الفكرية التي يتمسك بها الفقراء، ويقاومون أية محاولة لتغييرها، وان هذه الثقافة التي أطلق عليها أوسكار لويس ثقافة الفقر لها علي هذا الأساس قدرة فائقة على الاستمرار في الوجود، والانتقال من جيل ألي آخر شان أية ثقافة أخرى##[5]
ربما كانت مثل هذه المدرسة من التفكير قد ذهبت بعيدا في ماسسة الفقر و التخلف، ولكن المشاهد أن التغيير في الثقافة السائدة في المجتمع، وتبني أفكار ثقافية جديدة هي التي تساعد المجتمع على النهوض، المثال الأوضح هو الصين، من نظام علاقات ثقافية شبه إقطاعية ألي نظام ( ثوري) حديث، ولكن المثال يأخذنا ألي أمثلة عديدة، فاليابان هي أحد الأمثلة الواضحة، و كذلك مجتمعات جنوب شرق آسيا حيث نمت مجتمعاتها صناعيا و خدميا بعد أن طورت في ثقافتها التقليدية السائدة.
مفهوم الثقافة في المتداول العربي:
الثقافة سلطة، ربما غير مرئية و ربما غير واضحة،وربما سلبية وربما إيجابية، الا أن ( القدرة العلمية هي ألام الولود لكل الجوانب المؤدية ألي القوة) و الثقافة سلطة تساعد أو تعوق المجتمع على امتلاك القدرة العلمية، تردع الأفراد و الجماعات،أو تشجعهم، كما أنها كمفهوم قد تطورت من مفهوم غامض يخلط الثقافي بالحضاري، ألي أن أبرزها إدوارد تيلور في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر كمساق علمي،ولكنه أعطى للفظة ( الثقافة) معني أنثروبولوجي سيطر عليها وحملها دلالات خاطئة، فهي عنده(ذلك الكل الذي يشمل العقائد و القانون و العرف و الفن و الأخلاق، وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان)#[6] وتغير المفهوم بعد ذلك ،خاصة لدى المفكرين الألمان، حيث اقتصر المفهوم فقط على العلوم الإنسانية، أما المدرسة الإنجليز فقد نظرت ألي مفهوم( الثقافة) من زاوية تطبيقاته العملية، أي القيمة العملية للثقافة، وهي ( محاولة للوصول ألي الكمال الشامل عن طريق العلم). وفي مرحلة لاحقه أصبحت الثقافة و المثقف تدل على وجوب تلاقح جذور معرفية ومبادئ إنسانية عامة.
الفكر العربي الحديث انتقلت أليه مفاهيم الحضارة و الثقافة و المدنية عن طريق الترجمة في بداية عصر النهضة العربية، أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين، وكانت الترجمات حول الثقافة متداخلة ومشوشة، استخدمها بعض الكتاب و المفكرين العرب استخداما ملتبسا، فقد ترجمت حضارة و ترجمت ثقافة في المصطلحين الأولين ( انثروبولوجي وانسنة) بتداخل شديد، هذا الالتباس جزئيا ناشئ دلالة على عدم وجود مرادف دقيق لما يعنيه المصطلح في الغة العربية، ولأنه نابع من بيئة أخرى حملت منه عدم الوضوح،وقد حمل المصطلح ( مثقف) في اللغة العربية دلالة ( النخبوي) أو ذاك الذي يتحدث بمصطلحات غير مفهومة للسواد.
ولقد برز الحديث في التسعينات، عن مشكلات الثقافة العربية بمعناها الكلي، بعد اطروحات كُتاب مثل صمويل هنتنجتون و فوكوياما ،في ما سرنا في ركابه من مفاهيم (صراع الحضارات)( الثقافات) دون أن نعرف أن من تنبه ألي الأفكار الرئيسة في هذا الموضوع ،قبل هنتنجتون ،هم مفكرون عرب من امثال المهدي المنجرة،وعبد الله العروي المثقفان المغربيان و التونسي العفيف الأخضر لتسمية البعض، بجانب مجموعة عربية أخرى ناقشت مثل هذه الموضوعات.
الدعوة ألي إعادة الاعتبار لأهمية الثقافة في عملية النهضة،نابعة من مركزية الثقافة في فهم أو عدم فهم العصر الذي نعيش، والدعوة ألي أدراك أهمية العامل الثقافي في بناء الأوطان##[7]هي هاجس للعديد من الكتاب العرب اليوم، لقد نشأ التجاهل المثير للمسالة الثقافية لدى العرب،نتيجة تغلب الوعي السياسي و الاقتصادي من جهة، و استبداده بالفكر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين تحت وطأة الخطاب الأيديولوجي الثقيل من جهة اخرى، ومعه تراجع الدور المعرفي و التنويري ألي آخر سلم الأولويات.
دشنت الماركسية في طبيعتها العربية الرثة، هذا الهوس الاقتصادي، وكرسته لفترة طويلة، واختزلت الفكر كونه انعكاس للواقع،واصبح الفكر ميكانيكية اقتصادية لا اكثر في نظر هذه المدرسة، ومثل ما يقال عن الغلو الاقتصادي يقال عن الغلو السياسي في المدرسة القومية، لقد سيطرت النزعة السياسية لدي العرب على حساب المسالة الثقافية، ففسرت عسر الاندماج في العصر على انه سياسي، وبمجرد ( التخلص) من الاستعمار،ومن فئة سياسية تسانده ،يسهل الاندماج في العصر بعد ذلك، كما تسهل مواجهة التحديات الاخرى،وكان ذلك سراب تحققنا منه بعد فشل التجارب المتكررة منذ النصف الثاني من القرن العشرين.
أن الكم الهائل من المال العربي المهدر ( اقتصاديا) وهو مبالغ فلكية،و الجهد المهدر سياسيا غير قابل للاسترداد،ودون تحقيق ( نهضة)، دليل على الفشل في فهم دور الثقافة وضرورتها للنهضة،ولضرب مثال لا غير، يقدر الخبراء أن المنطقة العربية، أهدرت خلال الربع قرن المنصرم ما لا يقل عن 3,2 ترليون دولار، هي مجموع مداخيل النفط، انتهت بعجوزات مستمرة في الميزانيات، ويقدر أن الحرب العراقية الإيرانية كلفت وحدها نصف ترليون دولار، كما أن الانقلابات السياسية المتعاقبة استهلكت جيل بكامله، هدر الموارد يمتد من هدر المياه ألي هدر الموارد البشرية، ومع ذلك يجد الإنسان العربي أن المسقبل اكثر ضبابية وغموضا من الماضي، كل ذلك دليل على عدم وعي باهمية العنصر الثقافي.
أن حجم الإخفاق الذي منى به مشروع النهضة العربية، كونه إخفاق في السياسة ألي إخفاق في الاقتصاد ألي إخفاق في التنمية، انجب لحظات من الوعي لإعادة قراءة المشهد العربي، وتمخض ذلك عن عدة اجتهادات ظهرت في شكل تيارات دعوية مختلفة، إلا أن الوعي بأهمية المسالة الثقافية في عملية التنمية( البعض يفضل مفهوم النهضة) يبدأ بنقد جنوح المشروع العربي عن النظر ألي ذاته، ألي ثقافته ،ولعل العودة ألي أشكال من ( الإسلام السياسي) هي عودة ألي الثقافة، ولكن بشكل أيديولوجي ( سياسي، اقتصادي) ربما يكرر تجربة سابقة لليساري و القومي.
واقع الثقافة العربية:
الواقع العربي يشير إلينا بكل وضوح أن الموروث التقليدي يحضر بكل قوة في ثقافتنا العربية السائدة، بل ويشكل العامل الحاسم في وعينا، وهو بالتالي (وعيا زائفا) بما يحيط بنا، ويعيق من جهة أخرى، تكون وعي مطابق للواقع، ولمعرفة الارض التى تقف عليها الثقافة العربية المعاصرة لا بد من التوصيف و التحليل و التفسير لما هو قائم في ثقاتنا، من منظور نقدي.
- نظرة الثقافة العربية ألي الثورة العلمية و التقنية و التقدم الصناعي وثورة المعلومات هي نظرة في مجملها تتصف بالحيادية الساذجة أو التجهيل، تتحدث عن وثبات ومعجزات العلم و التقنية و الاتصال وكأنها (حادثة كونية)#[8] هبطت من الفضاء البعيد وتقاسمها الناس بالتساوي، نتحدث عن ذلك دون أن يساورنا الشك أن هناك عقول مبدعة مكنتها بيئتها الثقافية من التميز، وهناك عقول قد تبدع منعتها بيئتها الثافية عن ذلك فبدات، وكانها عقول قاصرة.
- إننا نتحدث عن الثقافة العربية، كونها غالبة أو مغلوبة، وكأنها (حالة مفصولة عن الأمة) وكثيرا ما نخفي أن ثقافة الغرب انتشرت وبهرت العالم، لما حققته من إبداع في كشف أسرار المادة و الكون، وسايرتها ثقافات شرقية، اخذت بما اخذت به من عوامل.
- الإقبال علي استخدام الإنتاج الثقافي المادي الغربي دون تردد، أو بتردد قابل للتطويع ( الطائرة، التلفزيون..إبرة الحقن…) و نتردد كثيرا في استخدام الإبداع الفكري الاجتماعي (المجتمع المدني،المساواة امام القانون، التنظيم الحديث، العقد الاجتماعي، الديمقراطية، سيادة القانون)بل ينظر كثير منا ألي جلها بازدراء!
- الخوف المرضي من ( الآخر) وهنا نطلق شعارات كثيرة، أغلبها سياسي و ليس ثقافي من خوف علي ( الهوية) مع أن البحث الموضوعي يظهر لنا عكس ذلك، وإذا كانت( اللغة وعاء الثقافة ولسانها) فان اللغة العربية اليوم متداولة من كافة العرب ،من المغرب ألي عمان، مع ذلك نتحدث عن ( غزو ثقافي) بمعني التحدي و الأضعاف و الهدم و الاستلاب ( في علاقتنا مع الآخر) وهو هنا الغرب، وليس الهند أو الصين!
- الانحسار الثقافي العربي هو ( عجزنا في الوصول ألي شواطئ الآخر) عن التأثير في مياهه، بدرجة من الوضوح، لأنه ليس لدينا ما نقدمه مما يجلب ألي سوق عالم اليوم##[9].الحضارة الغربية متفوقة ليس لأنها تحمل أناجيلها الاربعة، ولكنها احتلت هذا الموقع بما اكتشفته من طبيعة المادة وسنن الكون، وبما مكنها من الوصول ألي أغراضها ( الخيرة و الشريرة).
- قلت أن ذلك الخلط غير الدقيق يفقد خاصية أخرى من عناصر الثقافة قيمتها ، وهي خاصية الحوار،ة ولقد افتقد الحوار في الكثير من مجتمعاتنا العربية، سواء الحوار السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، حتى اصبح الآخر أما غير وطني أو غير مسلم أو غير قومي في ابسط الحالات أو لا يستحق العيش في حالات كثيرة فيصفى جسديا، هذا الموقف من الآخر هو أحد خصائص الثقافة العربية الراهنة، فالدعوة بالحسنى و اللين قد فات زمانها في ثقافتنا العربية المعاصرة وبدلت بالتهديد و الوعيد و التصفيات الجسدية في كثير من الاحيان.
- افتقاد الحوار هو قصور ثقافي من جانبين الأول الادعاء بالمعرفة القطعية، وهي غير ممكنة عقلا وواقعا للإنسان، منذ الخليقة حتى اليوم، فالحقائق دائما نسبية، كما انه من جانب آخر دليل علي قصور معرفي كبير لافتراضه الضمني بالإحاطة الشاملة، و ذلك لا يتسنى لفرد أو جماعة، ولعل من أهم سلبيات الثقافة العربية المعاصرة ادعاء الإحاطة الشاملة لدي فرد أو فريق سياسي أو اجتماعي، ولم تفتقد الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده فضيلة الحوار كما افتقدتها في وقتنا الراهن الذي شهدنا فيه تراجع هذه الفضيلة و التمترس خلف مقولات يظنها البعض خاصة بهم وقائمين هم وحدهم على تفسيرها، وإذا افتقد الحوار لجا البعض ألي العنف يبدأ بالعنف اللفظي و ينتهي بالحسي.
- لعل من خصائص الثقافة المحفزة للتنمية هي قبول الآخر، لا كما نحب أن يكون و لكن كما هو، وقبول الآخر في ثقافتنا العربية هو أمر يجب أن ننظر أليه بدقة، فليس هناك قبول حقيقي للآخر، بل هناك جفاء أن صح التعبير، فكل ما يأتي به الآخر هو خطأ يجب صده، سواء هذا الآخر هو الشرق أو الغرب، أو الأطراف أو المراكز، أو سكان المنطقة الأخرى من العاصمة، أو الجيران، أو القبيلة الآخر أو الطائفة،فجله غير مقبول دون تمحيص أو تدقيق.
- بهذا المعنى فان الآخر يبحث في ( ثقافتنا العربية) عله يجد فيها اساب هذا التعصب الذي يراه،أو يجد فيه تفسيرا لما يحدث عنده ومن حوله، في الوقت اللذي قصرنا عن استيعاب اساب وعوامل تفوق الآخر، في هذه الهوة تقع شرور كثيرة علينا وعلى الآخر( الغربي) دون أن نتلمس مخرجا، وهو في حقيقته ثقافيا محضا.
أن فعل التدمير دون هدف واضح، هو فعل ثقافي سلبي، وجذوره ثقافية، أدت ألي وعي مزيف بالحقائق، أدى بدوره ألي العنف الذي شهده العالم،ومفتاح فهمه هو فهم الثقافة.
#أحمد بهاء الدين ، من مقدمة كتاب “تحرير المرأة” لقاسم أمين ، الهيئة العامة للكتاب ، 1993 .
##أحمد بهاء الدين ، المرجع نفسه .
### -استراتيجيات الهوية، علم السياسة الرمزي و التخليلي، رضوان جودت زيادة،مجلة أبواب، خريف 2001 شتاء 2002 ص 61 وما بعدها
# انظر دراسة الن توفلر في ( هكذا يصنع المستقبل)مركز الامارت للبحوث و الدراسات الاستراتيجية، 2001 من ص. 33 ألي ص.68، مقال تحول الثقافات،الانعكاس على الفرد و لاسرة و المجتمع.
# انظر الأستاذ محمد حسنين هيكل: في مجلة وجهات نطر ( دفاتر الأزمة) يناير 2002 يقول: في العادة عندما تتداخل السياسة في الدين، فان شدة الضغط و الرغبة في التوظيف تحول وهج الأيمان إلى نار تعصب، مع أن الأيمان بالمضمون و الحوهر هو عقل،فان التعصب هو درجة من درجات الحمق.
#انظر في ذلك كلمة وزير الثقافة اللبناني الدكتور غسان سلامة في افتتاح ندوة حوار الحضارات، التي عقدت في مقر الجامعة العربية في 26، 37 نوفمبر 2001
#– في هذا الموضوع انظر كتاب ألن بيرفت ( المعجزة الاقتصادية) كيف تؤثر ثقافة الأمم وذهنياتها في نجاح الاقتصاد أو إخفاقه. من منشورات دار النهار، عرض له الكاتب بتوسع في مجلة العربي يناير 1998
##- انظر ثقافة الفقر و تحديات القديم، كما عرض الدكتور احمد أبو زيد لمقولات أوسكار لويس في الحياة 22 فبراير سنة 2000.
#-لتفصيل اكثر انظر إبراهيم الحيدرى جريدة الحياة 30 يناير 2000، وكذلك رضوان جودة زيادة، نفس المصدر 2 مارس 2000.
##-انظر في هذا الموضوع الكتاب الهام لعبد الإله بالقزيز ( في البدا كانت الثقافة) نحو وعي عربي متجدد بالمسالة الثقافية، منشورات أفريقيا و الشرق 98.
#-راشد المبارك ( فلسفة الكراهية) دعوة ألي المحبة دار صادر، بيروت ص . 72 وما بعدها