المعوقات الثقافية للتنمية
التنمية مفهوم اقتصادي اجتماعي ثقافي قدم لنا في أدبيات ما بعد الحرب العالمية الثانية،وقد التقطه الكثيرون منا للحديث فيه من مدخلاته المختلفة للتدليل على تقدم المجتمع أو قدرته على التقدم ، وكان جل هذه الأدبيات منصبا في مدخلين اقتصادي و سياسي لبحث عن أسس وقواعد مساعدة على التنمية، أما المدخل الثقافي كأحد العناصر الحاثة على التنمية فلم يكن مطروقا بشكل واسع، وقد نبه أليه في الفترة الأخيرة.
وكان السؤال الكبير الذي يبحث عن إجابة من خلال التنمية هو لماذا تقدموا (هم) و تخلفنا (نحن)؟
وقد طرق هذا السؤال كثير من المفكرين العرب في جل سنوات القرن الماضي من شكيب ارسلان ألي طه حسين ومحمد عبده و الطهطاوي وقاسم أمين مرورا بعشرات غيرهم من القرن الماضي وانتهاء بالمهدي المنجرة و عبد الله العروي و ياسين الحافظ و العفيف الأخضر.
في الفترة الأخيرة بدأت كتابات عديدة تحاول أن تتبين معالم هذا الطريق،هل أسباب التخلف ( عكس التنمية) استعداد فطري لدي البشر، أو بشر بعينهم، أم هو محض ثقافي له علاقة ببعض العناصر الثقافية في المجتمع المعني؟
استقر رأى ثقاة من الباحثين على أن التخلف ليس هو بسبب مناخ أو تضاريس أو حتى نظام حكم، قد تكون هذه أسباب ساعدت في عدم دخول أبواب التنمية، ولكن السكوت عن بعض قيود البيئة الاجتماعية هو سكوت عن عمد لتجاهل بعض معوقات التنمية، وقد اعترف به في المرحلة الحالية كواحد من أسس التخلف، فالمعوق الكبير لتحقيق التنمية هو الثقافة السائدة في مجتمع بعينه،وبمعنى آخر للوصول إلى ما وصلت أليه البلدان و المجتمعات الأخرى لتحقيق ( المعجزة) الاقتصادية ، لا بد أولا من درس ونقد الثقافة[1]السائدة في المجتمع، للبحث في عناصرها، وفرز المعوق منها.
التطور و النمو في المجتمعات هو سلعة تاريخية نادرة وهو الاستثناء و ليس القاعدة،ولا غني عن مجموعة من الشروط الاقتصادية و السياسية ولكن أيضا الثقافية كي يتحقق،والتي لا تجتمع بسهولة كما يعتقد البعض، ومعرفتها تتطلب سبرا تاريخيا طويلا لمعرفة العام و الجوهري في الثقافة السائدة وما هو ثابت منها و ما هو مؤقت.
التطور أو النمو بشكل عام غير قابل لتقليد من آخرين بحذافيره، و غير قابل للتنفيذ من جهة أخرى إلا بفعل تحول داخلي في المجتمع المعني يبدأ بتغيير في الثقافة،فالثقافة هي مقدمة لبيعنا السلع و الخدمات.
بل لقد كشفت بعض البحوث الاجتماعية و الأنثروبولوجية عن وجود ملامح سلوكية وفكرية مشتركة بين فقراء مجتمعات عديدة كما دلل عالم اجتماع هو أوسكار لويس الذي قام بعدد من البحوث المقارنة في كل من قارة أمريكا اللاتينية و آسيا، وجد بعدها أن الفقر ليس ظاهرة اقتصادية تتمثل في انخفاض مستوى الحياة المادية، إنما هو ( ثقافة) كاملة لها قيمها وأخلاقياتها وسلوكياتها و أنماطها الفكرية التي يتمسك بها الفقراء، ويقاومون أية محاولة لتغييرها، وان هذه الثقافة التي أطلق عليها أوسكار لويس ثقافة الفقر لها علي هذا الأساس قدرة فائقة على الاستمرار في الوجود، والانتقال من جيل ألي آخر شان أية ثقافة أخرى[2]
ربما كانت مثل هذه المدرسة من التفكير قد ذهبت بعيدا في ماسة الفقر و التخلف، ولكن المشاهد أن التغيير في الثقافة السائدة في المجتمع، وتبني أفكار ثقافية جديدة هي التي تساعد المجتمع على النهوض، المثال الأوضح هو الصين، من نظام علاقات ثقافية شبه إقطاعية ألي نظام ( ثوري) حديث، ولكن المثال يأخذنا ألي أمثلة عديدة، فاليابان هي أحد الأمثلة الواضحة، و كذلك جنوب شرق آسيا و تقدم مجتمعاتها صناعيا و خدميا بعد أن طورت في ثقافتها التقليدية السائدة.
مفهوم الثقافة في المتداول العربي:
الثقافة سلطة، ربما غير مرئية و ربما غير واضحة، ولكنها سلطة تساعد أو تعوق المجتمع، تردع الأفراد و الجماعات، كما أنها كمفهوم قد تطورت من مفهوم غامض يخلط الثقافي بالحضاري، ألي أن أبرزها إدوارد تيلور في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، أعطى للفظة ( الثقافة) معني أنثروبولوجي سيطر عليها وحملها دلالاته، فهي عنده(ذلك الكل الذي يشمل العقائد و القانون و العرف و الفن و الأخلاق، وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان)[3] وتطورت الفكرة لدي البعض خاصة لدى المفكرون الألمان لجعل المفهوم يتعلق فقط بالعلوم الإنسانية، أما الإنجليز فقد نظروا ألي المفهوم من زاوية تطبيقاته العملية، أي القيمة العملية للثقافة، وهي ( محاولة للوصول ألي الكمال الشامل عن طريق العلم).
أما الفكر العربي الحديث فقد انتقلت أليه مفاهيم الحضارة و الثقافة و المدنية عن طريق الترجمة في بداية عصر النهضة العربية، أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين، وكانت الترجمات متداخلة، استخدمها بعض الكتاب و المفكرين استخداما ملتبسا، فقد ترجمت حضارة و ترجمت ثقافة في المصطلحين الأولين بتداخل شديد، هذا الالتباس ناشئ دلالة عن عدم وجود مرادف دقيق لما يعنيه المصطلح، ولأنه نابع من بيئة أخرى حملت منه عدم الوضوح،وفي مرحلة لا حقه أصبحت الثقافة و المثقف تدل على وجوب تلاقح جذور معرفية ومبادئ إنسانية عامة.
ولقد برز الحديث عن الثقافة العربية بمعناها الكلي بعد اطروحات كتاب مثل صمويل هنتنجتون و فوكوياما في ما سرنا في ركابه من ( صراع الحضارات)( الثقافات) دون أن نعرف أن من تنبه ألي الأفكار الرئيسة في هذا الموضوع قبل هنتنجتون هم المهدي المنجرة،وعبد الله العروي المثقفان من المغربيان و التونسي العفيف الأخضر لتسمية البعض.
الدعوة ألي إعادة الاعتبار لأهمية الثقافة في عملية النهضة، والدعوة ألي أدراك أهمية العامل الثقافي في بناء الأوطان تطرق أليه العديد من الكتاب العرب[4]هي هاجس لعديد من الكتاب العرب اليوم، لقد نشأ التجاهل المثير للمسالة الثقافية نتيجة تغلب الوعي السياسي و الاقتصادي، و استبداده بالفكر العربي في نصف القرن العشرين تحت وطأة الخطاب الأيديولوجي الثقيل، ومعه تراجع الدور المعرفي و التنويري ألي آخر سلم الأولويات.
دشنت الماركسية في طبيعتها العربية الرثة، هذا الهوس الاقتصادي، وكرسته لفترة طويلة، واختزلت الفكر كونه انعكاس للواقع،واصبح الفكر ميكانيكية اقتصادية لا اكثر في نظر هذه المدرسة، ومثل ما يقال عن الغلو الاقتصادي يقال عن الغلو السياسي في المدرسة القومية، لقد سيطرت النزعة السياسية في لدي العرب على حساب المسالة الثقافية، ففسرت عسر الاندماج في العصر على انه سياسي، وبمجرد ( التخلص) من فئة سياسية سهل الاندماج في العصر بعد ذلك.
أن الكم الهائل من المال المهدر ( اقتصاديا) مبالغ فلكية،و الجهد المهدر سياسيا غير قابل للاسترداد، فيقدر الخبراء أن المنطقة أهدرت خلال الربع قرن المنصرم ما لا يقل عن 3و2 ترليون دولار، هي مجموع مداخيل النفط، انتهت بعجوزات مستمرة في الميزانيات، ويقدر أن الحرب العراقية الإيرانية كلفت وحدها نصف ترليون دولار، كما أن الانقلابات السياسية المتعاقبة استهلكت جيل بكامله، هدر الموارد تمتد من هدر المياه ألي هدر الموارد البشرية.
أن حجم الإخفاق الذي منى به مشروع النهضة العربية، كونه إخفاق في السياسة ألي إخفاق في الاقتصاد ألي إخفاق في التنمية، انجب لحظات من الوعي لإعادة قراءة المشهد العربي، وتمخض ذلك عن عدة اجتهادات ظهرت من تيارات دعوية مختلفة، إلا أن الوعي بأهمية المسالة الثقافية في عملية التنمية( البعض يفضل مفهوم النهضة) يبدأ بنقد جنوح المشروع العربي عن النظر ألي ذاته ألي ثقافته ،ولعل العودة ألي أشكال من ( الإسلام السياسي) هو عودة ألي الثقافة، ولكن بشكل أيديولوجي ( سياسي، اقتصادي) ربما يكرر تجربة سابقة لليساري و القومي.
المعوقات الثقافية للتنمية:
الثقافة العربية تتخللها معوقات للتنمية، وهي مطروحة منذ زمن، بعضها كامن في مفهوم الحرية ، ونوع التعليم ، شكل ممارسة الديمقراطية،وهي مفردات ناقشها العرب منذ مطلع هذا القرن الماضي، ولا زالوا يناقشونها دون الوصول ألي ما تطمح له نُخبهم من أهداف، مثلها مثل العمل في السياسة كلمات كبيرة و أفعال محدودة.
ويفترض البعض أن افتقاد أو قل ضعف الحرية الأكاديمية و الممارسة الديمقراطية في التعليم ،أو ضعف الموارد المادية هو الذي جعل من هذا العربي غير محقق للطموحات وبالتالي زاد من التخلف الذي نشاهده في المجتمعات العربية، قد يكون ذلك صحيح، ولكنها صحة جزئية، إذا أن والمسكوت عنه من العناصر لم يعالج كما يجب.
ترميم الماضي:
مدخلي الرئيس هو المجتمع وليس التعليم أو الديمقراطية أو الموارد الاقتصادية، فالأخيرة هو جزء منه، بل أقول هو الثقافة العربية لان المجتمع هو الثقافة، حيث أن الثقافة كما دُرست في اكثر من موقع في تاريخ الشعوب هي القادرة على استيعاب التنمية و دفعها ألي الأمام، وهي أيضا المعطلة لهذه التنمية، وقيم مثل الحرية و الديمقراطية هي قيم ثقافية في الأساس.
أن قصور التعليم العربي وضعف الحريات الأكاديمية وضعف بعض الممارسات الديمقراطية – ولا زلت انتقي كلماتي حتى لا أقول غياب الحريات الأكاديمية- و كلها، له علاقة بالثقافة العربية قبل أي شئ آخر، والمقارنة واضحة، وبالتالي سبب عدم قدرة العرب علي مواجه التحديات الحضارية في القرن المنصرم،و القرن الذي يبدأ.
الثقافة العربية بمعناها الواسع فيها من العناصر المقاومة للتنمية (بمعناها الشامل) مما نشاهد ونعرف، وبصرف النظر عن الادلجة التي تأخذها في تجليانها المختلفة أهي اشتراكية، أو قومية أو تراثية ،أقول بصرف النظر عن تلك التجليات فأنها في الغالب تتماثل في المكونات الرئيسية الداخلية.
هذه المكونات مضادة للديمقراطية وربما الحرية وربما مضادة للمفاهيم العميقة للتعليم الحديث كما أتفق عليه، أو للإنتاج بالمعني العام.
سارت أمورنا في الثقافة العربية السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين على الأقل أن نصنف بعضنا بعضا ، فهذا يساري و ذاك معتدل، وهذا قومي و ذاك إقليمي،و هذا علماني و ذاك مسلم، وهذا حداثتي وذاك تقليدي تراثي وهذا اشتراكي و ذاك رأسمالي، ألي آخر هذه التصنيفات التي شهدها واقع الثقافة السياسية العربية على الأقل في النصف الثاني من القرن العشرين، وقبلها بعضنا دون تمحيص وإعمال فكر.
و لكن التجارب السياسية و الاقتصادية و الثقافية التي مررنا بها في دول عربية عديدة، أظهرت للمتعمق زيف هذا التصنيف، أو على الأقل عدم دقته، حيث أن المشكلة لا تتوقف على التصنيف الخارجي بل على الممارسات الواقعية،وهي أننا ننتمي ألي ثقافة نتماثل فيها تحت الجلد، أن صح التعبير،فعناصرها مشتركة، مهما اخذ شكل الجلد الخارجي من لون.
فالإسلامي الذي استلم دفة الحكم في بلد عربية لا تختلف ممارساته، ضد معارضيه، عن اليساري الذي استلم الحكم في بلاد عربية أخرى، كذلك القومي و كذلك القطري، و إذا كان الحال كذلك فلماذا لا نبحث عن عناصر اعمق تفسر لنا هذا التشابه الحقيقي في الممارسة و الاختلاف الظاهري في المقولات و الشعارات، لنبحث إذا في الثقافة السائدة، ثقافتنا التي نعيش، لعلنا نجد في ثناياها بعض التفسير، المعطل لسريان الديمقراطية و الحرية بمعناها الذي عرف إنسانيا،و المعطل في النهاية لوضعنا في الطريق الصحيح علي مواجه التحديات و التنمية الحقيقية.
العطب الذي يحول بين والعرب و بين تدبير شؤونهم العامة بصورة عقلانية هو عطب في الثقافة، الثقافة السياسية و الثقافة الاقتصادية،و الاجتماعية.
ولعلني أتحفظ هنا بالقول أنى بصدد رصد بعض عناصر الثقافة العربية ( المعطلة في نظري للتنمية) وبالتتالي لاستيعاب فكرة مثل حرية الأكاديمية أو الممارسة الديمقراطية في الأنساق التعليمية، أو فكرة الديمقراطية على إطلاقها أو التنمية أو مواجهة التحدي الحضاري، أقول عناصر معطلة دون تجاهل أن هناك عناصر في ثقافتنا العربية (محفزة) ولكنها معزولة ولم تجلب ألي السطح بعد، ويحتاج البحث عنها ألي جهد مطالبون جميعا ببذله، و إقناع جماهيرنا به.
لذا أن تركيزي هنا على سلبيات أرى واجب الإشارة أليها، ومن بعضها العناصر الثمانية التالية:
1-النقل لا تحكيم العقل:
أين تنظر فان عناصر الثقافة العربية المتداولة هي-في الغالب- ردة فعل اكثر منها فعل أو ابتكار، فنحن نلهث أمام مفاهيم تطلق في أماكن أخرى( صراع الحضارات) ( العولمة) ( الاشتراكية)( الرأسمالية) (الديمقراطية)( التعاون الإقليمي)[5] ، ومقولات عديدة أخرى ،بل حتى تعليمنا الحديث اقتبسناه بعد أن قرر السيد (دانلوب) أن يكون هذا التعليم مسخا من التعليم الغربي يخرج موظفين متوسطين للإدارة ، ولم نجري تطويرا حقيقيا علية، منذ أن قرره في مصر في مطلع القرن قبل الماضي.
فالتعليم ذو المنهج الغربي الحديث قد التقطته بعض الثقافات غير الغربية و طورت في مناهجه وطرقه وتم استيعابه ثم بنيت نهضة صناعية و اقتصادية في تلك المجتمعات حول نتائجه الإيجابية في المجتمع، في ذهني هنا ليس البلاد الغنية أو التي تسمى بذلك اليوم بل و أيضا الفقيرة نسبيا، بلاد ليس كمثل اليابان بل و أيضا الهند، وسنغافورة وبلاد ومجتمعات تشبهها.
2-افتقاد الحوار وعدم قبول الآخر:
افتقاد الحوار هو قصور ثقافي يتبلور من جانبين الأول الادعاء بالمعرفة القطعية و الشاملة، وهي غير ممكنة عقلا وواقعا للإنسان، منذ الخليقة حتى اليوم، فالحقائق دائما نسبية، كما انه من جانب آخر دليل علي قصور معرفي كبير لافتراضه الضمني بالإحاطة الشاملة، و ذلك لا يتسنى لفرد أو جماعة، ولعل من أهم سلبيات الثقافة العربية المعاصرة ادعاء الإحاطة الشاملة و القطعية، لدي فرد أو فريق سياسي أو اجتماعي، ولم تفتقد الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين فضيلة الحوار كما افتقدتها في وقتنا الراهن الذي شهدنا فيه تراجع هذه الفضيلة و التمترس خلف مقولات يظنها البعض خاصة بهم وقائمين هم وحدهم على تفسيرها، وإذا افتقد الحوار لجا البعض ألي العنف يبدأ بالعنف اللفظي و ينتهي بالحسي،وما الحروب العربية العربية باهضة التكاليف بشريا إلا جزء من افتقاد الحوار، وعدم قبول الآخر.
لعل من خصائص الثقافة المحفزة للتنمية هي قبول الآخر، لا كما نحب أن يكون و لكن كما هو، وقبول الآخر في ثقافتنا العربية هو أمر يجب أن ننظر أليه بدقة، فليس هناك قبول حقيقي للآخر، بل هناك جفاء أن صح التعبير، فكل ما يأتي به الآخر هو خطأ يجب صده، سواء هذا الآخر هو الشرق أو الغرب، أو الأطراف أو المراكز، أو سكان المنطقة الأخرى من العاصمة، أو الجيران، أو المختلف في اللون و الوطن و اللغة و الدين، فجله غير مقبول دون تمحيص أو تدقيق، لأنه فقط جاء من الآخر، ويرسخ هذا التوجه عند الاقتراب من السياسة و الثقافة، ويبتعد قليلا عن الاستخدام لمنجزات العصر، فالحريات العامة وحقوق المرأة مخيفة ،و لكن السيارة واجبة الامتلاك، ويكاد يتحول الاختلاف حول التأويل ألي الاختلاف حول التنزيل، عن طريق التكفير و الخروج من الملة، يذهب بعضنا ألي ندوة فكرية أو نقاش سياسي لا ليتعلم ويشارك يأخذ و يعطي، بل غالبا يأتي بفكر وموقف مسبق، لا يخترقه منطق!
3-لوم الآخر :
ثقافتنا العربية بشكل عام تُحمل تخلفنا و نكوصنا ونقائصنا وكل ما أصابنا ألي جهة خارجية يجرى لوم الآخر هنا دون هوادة، فالكتاب كبيرهم وصغيرهم في ثقافتنا العربية كثيرا ما يشيروا ألي أن المتسبب فيما نحن فيه هو ( الخارج) الاستعمار أولا و من ثم الصهيونية، ولو قيل هذا باعتدال و في حجمه الطبيعي لربما كان مقبولا، ولكنه يقال دائما وعلي جميع المستويات بان السبب الأول و الأخير لتخلفنا الثقافي و الاقتصادي و السياسي هو ذاك القابع في مكان ما هناك! انه ( هو) الآخر الشرير، وفي هذا القول تبرئة للنفس من جهة،و البعد عن البحث عن الأسباب الحقيقية في عناصر الثقافة التي نعيش فيها من جهة أخرى، هناك عامل صغير خارجي ساهم ربما في ما نحن فيه من تخلف، ولكن العوامل الداخلية و الذاتية هي اكبر في واقعتا الثقافي، الذي يجب أن نفكر فيها و نبحث عن حلول لها.
لوم الآخر هي عنوان عريض في هيكلية ثقافتنا العربية المعاصرة، ولعل العاقل منا يصدم عندما يسمح بعض أهل الرأي يكتب أو يقول بان صدام حسين قد احتل الكويت بتحريض من الأمريكان، وبقناعة منه، كمثل ما يقول الرجل البسيط،أو في مقام آخر معتذرا عن تأخره عن موعد مضروب بان القطار فاته أو السيارة، أو إشارات المرور عوقته، ليس انه تأخر عن الموعد ليسبب ذاتي يخصه!
هذا الأمر يقودنا ألي أحد الخصائص المركزية في الثقافة العربية وهي لوم الآخر، فالطالب الذي يتأخر في دراسته يلوم المدرس، والمسافر الذي يتأخر عن أدراك موعد الطائرة أو القطار أو الحافلة يلوم الثلاثة، و المجتمعات تلوم الغرب و ربما الصهيونية في سبب تأخرها، و الوالدان يلومون المجتمع في سبب انحراف أبنائهم، حتى المحبين أن افترقوا يلومون العذال! في أغانينا الدارجة.
ثقافة لوم الآخر هي أحد الخصائص المركزية في الثقافة العربية و تمارس في معظم المستويات وعلى معظم الصُعد، وهي خاصية تخاصم نقد الذات، و تنفر من النظر ألي الداخل ومحاسبة النفس، نتج عنها أما حلة توتر مزمنة، أو حالة حرب قائمة.
أما فقدان الاحترام للوقت فحدث عنه في ثقافتنا دون حرج ، فاليساري و الإسلامي و القومي و القطري و الريفي و أهل المدن يتشاركون في عدم احترامهم للوقت، الذي قيل لنا ونحن في مقاعد الدراسة انه خصيصة ريفية هو في الحقيقة خاصية عربية بامتياز، الأقلية فقط هم من يحترم الوقت و يفهم أهميته للحياة و المعاملات.
4-النظرة الماضوية :
من العناصر الأخرى الثابتة في ثقافاتنا هو العودة ألي الزمن الماضي، الماضي الذهبي، ذو الألوان الزاهية، وفي اقل مناقشة تنقد الحاضر سرعان ما يعود بك المناقش ألي الماضي، وفي هذا خطآن في نظري الأول المباشر وهو أن الحاضر و عناصره المختلفة هو غير الماضي ذو العناصر المغايرة موضوعيا،وثانيا وهو الأهم أن الماضي ليس كما وصل ألينا في كتب المدرسة براق و جميل، فقد حوكم وقُتل و لوحق الكثيرين من أسلافنا العرب في الماضي ( الذهبي) لأنهم قالوا بما يعتقدوه، فالتاريخ المكتوب الذي نقرا في الغالب هو ليس التاريخ الحقيقي لما نردده ببغاويه شديدة، هناك القليل من الكتب التي تتناول الماضي كما هو دون زيف، و هو ماضي بالتأكيد لا يشجع على البحث والتقصي، كما أن هذه الكتب التي تنقد الماضي قليلة في الحاضر و محاصرة.
5-تحديد الهوية:
من أهم ما يواجه ثقافتنا العربية في العصر الحديث هو تحديد الهوية، أننا نعيش في أزمة هوية لا يريد أحد أن يعترف بها، أو جميعنا نجامل فيها دون الاقتراب من الحقيقة ولمسها، ولعل في مثال مصري و ربما عربي نردده و لا يفهمه البعض علي حقيقته ما يوجز ما أريد أن أقول، و المثال يقول ( ايش لم الشامي علي المغربي)! علينا أن نعترف بان هناك تماثل و هناك اختلاف، في المصالح و في الاجتهادات، بل في بعض عناصر الثقافة، ودون الاعتراف ، بالاختلاف لا نصل أي تحديد المشترك، لذا نرى في ثقافتنا مشاعر وحدوية فياضة فيما نكتب أو نقرا،وسلوك انفصالي ممارس، انه حب مرضي للإجماع حتى ولو كان ظاهريا، و الخوف من الاختلاف.
أما إذا تجاوزنا الأمثال فان أزمة الهوية ضاربة في أعماق المعاملات اليومية ألي درجة شديدة التنافر مع الشعارات، فالعربي يستطيع اليوم أن يحصل علي سمة دخول ألي بلد أوربي، ثم يدخل جل البلدان الأوربية، ولا يستطيع عربي منا مؤمن حتى العظم بالعروبة و الاخوة_ إلا من رحم ربي- أن يحصل علي سمة دخول بلد (شقيق)، ولا أريد أن أتتحدث عن العمل و التجارة و الملكية، ومع ذلك تطغي على سطح علاقاتنا الحديث عن الأشقاء!
أما اكثر المناطق تناقضا في تحديد الهوية فهو نظرتنا ألي المرأة، فلو نظرنا ألي التعبيرات السائدة في لغتنا، وهي المعبر الحي عن ثقافتنا لوجدنا أن المرأة فيها( في درجة دونية) يقول لنا القاموس أن ( القعاد): امرأة الرجل.
أن الموقف من المرأة في مجتمعاتنا هو موقف من الآخر، وهو ليس موقف سياسي أو اقتصادي بقدر ما هو موقف ثقافي، ففي مصر تقدم الدولة قانون معقول لتحرير المرأة من بعض قيودها الاجتماعية، فتقف ( قوى اجتماعية) محافظة و منتخبة من الناس لتقلص هذه الحقوق، وفي الكويت يصدر مرسوم أميري بالسماح للمرأة بممارسة حقوقها السياسية، فتقف مجموعة منتخبة ضده!
6-النظرة الدونية للتقنية:
أما ذا تحدثنا عن ثقافتنا و التقنية، فان الثابت أن ثقافتنا العربية تكاد أن تقدس الحصول على ( الشهادة) الدراسية، و التي هي جواز المرور للوظيفة و الحياة العائلية و الوضع الاجتماعي العالي،وتكاد أن تحتقر ثقافتنا العمل اليدوي، ويطيل الرجال في بعض بيئتنا الثقافية أظفارهم، دليلا ظاهرا على عدم عملهم عملا يدويا.
وتنفر ثقافتنا من المستجدات، وربما تحاربها، فكثيرا من المستجدات تمنع، كلها أو بعضها، ألي درجة أن اغرب ما نسمعه ونشاهده عن الإنترنت هو ( منعها) بسبب ( مساوئها) السلبية، ثقافة التقليد في الكثير من التجارب الإنسانية تميل ألي استيراد ألاسوء مما في الحضارات الأخرى، و ليس ما هو في صلب تفوقها، لان الأول هو الأسهل و الثاني هو الأصعب، ونحن لسنا باستثناء.
وذا اتفقنا أن التقنية و العمل اليدوي هو رافعة التقدم المعاصر، نعرف على وجه اليقين كم هي بعض عناصر ثقافتنا تقف حجر عثرة في وجه التنمية.
7-البناء الاجتماعي :
أما البناء الاجتماعي فهو ساكن وغير مرن، وتحدد ثقفتنا العربية موقع الإنسان ليس في الغالب بإنجازه، ولكن أما بصدفة مولده، و موقع أسرته في السلم الاجتماعي، أو بموقعه الوظيفي، بالتالي فان البني الاجتماعية هي ألي تقرر أن الإنسان يشغل مكانا دونيا أم عاليا في المجتمع.
أمام هذه البني الثقافية المتأصلة و غير المرنة، لا يصح أن نقول على الإطلاق أن معوقاتها الثقافية هي خارجية بحتة، فلننظر ألي أنفسنا و ما خاب من فعل، ولعل المجتمعات غير المنتجة يتساوى فيها قدر الناس، لان المنافسة ليبرز الكفء و الأقدر غير موجودة.
8-لغتنا العربية:
اللغة العربية من اللغات التي لا يوجد لها حتى ألان( قاموس تاريخي) يحدد لنا مثل بغض اللغات الأخرى تاريخ استخدام اللفظ و تطوره، كما يوجد لدينا، خمس مجامع لغوية، لبعضها اجتهادات مختلفة عن الأخرى، ويكفي أن نلقي نظرة ولو سريعة على المعاجم اللغوية( وهي تختلف عن القواميس التاريخية) لوجدنا كم هو مهجور من هذه اللغة، مثل القبعثر (عظيم الخلق)( القذام) البئر القديمة،و (القبقبة ) صوت جوف الفرس و (القاشورة) (المجدبة) و( القدموسة) المرأة الضخمة، و( القسوب) الخف أو الحذاء، انظر لو قرأت مقالا سياسيا بعنوان ( بين مجلس قسور ونتائج قاشورة) ماذا تفهم منه.( قسور: الشديد الغالب، أحد أسماء الأسد).
كنت في ندوة عقدتها إحدى منظمات الأمم المتحدة، كانت بعنوان ( عصف فكرى) وهي ترجمة مباشرة و غير منسجمة عربيا، ومع أن الأمم المتحدة لها دائرة كبيرة و خاصة بالترجمة، لا يحصل على وظيفة فيها كمترجم إلا من عبر العديد من الاختبارات القاسية!
فاللغة العربية بداية لغة واسعة تحتمل الكثير من المفاهيم غير الدقيقة ، حتى لا أقول الغامضة، ومن اشتغل في اللغة العربية يعرف كم هي واسعة مفاهيمها، وحماسية مفرداتها، وقد زاد اختلاف المفاهيم غموضا في اللغة العربية من ألف فيها في علوم الحياة دون منهج واضح فوجدنا أن مؤلفاتنا السياسية و خطابنا الثقافي حمال اوجه، يكون فهمه مختلف من أشخاص ألي آخرين، لعدم دقته، وتدخل من هذا الباب الاختلافات العلمية و الاقتصادية و السياسية.
ولعل اشهر ما اختلف عليه هو تفسير قرار مجلس الأمن 242 هل هو ارض محتلة أم الأرض المحتلة، ولنا في بعض ما نشره كبير المفاوضين الأردنيين الدكتور عبد السلام المجالي، عندما قال أن إصرار الوفد الأردني على رسم الحدود مع إسرائيل في وسط قاع النهر، على أنها احفظ نقطة، ولم تكن كذلك عندما جئ بالخراط.
تقوم علاقتنا بالآخر عن طريق الترجمة، ويقدر أن ما يترجم ألي العربية علي قلته يقارب 90% منه من الإنجليزية، و لا زلنا حائرين في الترجمة، فلا معني عندي لمفهوم الاقتراب، أن كان يعني APROCH ، أو الحنين ألي الماضي أن كان يعني NOSTELGI، وما هي السيميولوجيا و السيميوطيقا، الترجمة تحتاج ألي ابتكار، فقد قيل أن الوفاء مطلوب في كل شئ أما في الترجمة فالخيانة هي المطلوبة.
بجانب هذا المطلوب اليوم عدم التجمد، فمن يتصور أم كلمات مثل: الامد، البريد،البستان،البليد، الجاموس،الجناح، الدهليز، السراب ، السربال، الصدى ، الصيدلاني،الطراز، العسكر، الغوغاء، الفخ،الفرو، القلعة ،وألفاظ أخرى عديدة غيرها اصلها فارسي[6]، لماذا لا نتبنى ما تبناه من سبقنا في إدخال كلمات و تطويرها للغة العربية لتساير العصر.
تواجه لغتنا العربية تحدي التقنية الحديثة الكمبيوتر و الإنترنت، وكنت اقدم عرضا لأحد نشاطاتنا من خلال الكمبيوتر،فاقترح أحدهم لماذا لا تدخل النصوص من اليمين للشمال و ليس العكس، قلت له اسأل الكمبيوتر، وهناك مبالغات في فقد اللغة العربية لمكانتها، فقد نشر أن موريتانيا قد نخلت عن العربية في مدارسها في العام الماضي.[7]
وضع اللغة العربية تحت المجهر و تحديد ما أمكن مفاهيمها ودلالاتها، هو المدخل الصحيح للاختلاف أو عدم الاختلاف علي هذه المفاهيم، ودون مفاهيم شبه دقيقة في مجلات عديدة منها السياسي و الديني و الاجتماعي ، يصبح العامل الثاني في الثقافة غير ذا جدوى، واقصد به فضيلة الحوار، لان الحوار الناجح يحتاج ألي مفاهيم قريبة ألي الدقة و متعارف عليها من غالبية المتحاورين.
هناك أمثلة كثيرة غير الدقيقة من المفاهيم في ثقافتنا العربية، بعضها هي ما ينادى به بعض القوم الآن بعضهم الآخر من علماني و ديني و إسلامي، و قومي و يساري في المجال السياسي، وفي المجال المعرفي تكاد تكون الإشكالية اكبر و اعظم، فاختلاط المفاهيم هنا وكأنها غابة متشابكة من اللامعقول، تقود بالضرورة ألي اختلاط غير صحي في الفهم و تشابك اجتماعي سياسي يؤدي ألي فرقة تقود ألي الفوضى حتى بين التيار الواحد.
قلت أن ذلك الخلط غير الدقيق يفقد خاصية أخرى من عناصر الثقافة قيمتها ، وهي خاصية الحوار،ة ولقد افتقد الحوار في الكثير من مجتمعاتنا العربية، سواء الحوار السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، حتى اصبح الآخر أما غير وطني أو غير مسلم أو غير قومي في ابسط الحالات أو لا يستحق العيش في حالات كثيرة فيصفى جسديا، هذا الموقف من الآخر هو أحد خصائص الثقافة العربية الراهنة، فالدعوة بالحسنى و اللين قد فات زمانها في ثقافتنا العربية المعاصرة وتدلت بالتهديد و الوعيد و التصفيات.
9-المبالغة في التضخيم أو التحقير:
هذه المبالغة يمارسها الجميع دون قيد أو شرط، فليس الشرط هنا هو شرط الموضوعية، إنما هو شرط الوقوع في نفس المسار أو الاختلاف عنه، فالمختلف ينال من التحقير و التقريع ما يجب كل حسناته، و المساير ينال من التضخيم ما يخفى سيئاته ولو كبرت، ذلك هو الأمر في الشان السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الإقليمي، المناصرة السريعة للاتباع ضد الخصوم و المواطنين ضد الغير، لا يسال أحد أو ينتظر الإجابة لماذا المناصرة وعلى أي سند تمت.
ولعلي هنا احتاج ألي مثال، فقد كتب فهمي هويدي ما يلي:(و الحال في منطقة الخليج ليس افضل كثيرا(بالنسبة للغة العربية) فهيمنة اللغة الفرنسية في المغرب العربي تقابلها هيمنة الإنجليزية في دول الخليج بدرجة و أخرى، ويمكنا القول أن العربية في الخليج أصبحت لغة في المرتبة الثالثة في منطقة الخليج التي ما زلنا نصر أنها عربية، في الوقت التي صارت فيها عروبتها محل نظر)[8]
10- العولمة و الثقافة: كانت الحكمة القديمة تقول انه كلما انكشف لنا عن طريق العلم معلوما ، كلما تقلصت مساحة المجهول، حتى غامر أحد الثقاة في العلم بالقول أن البشرية سوف تصل ألي مشارف نهايات العلم بعد خمسة عشر سنة ( كان هذا التوقع في وسط الثمانينات)، كان من قال ذلك العالم البريطاني ستيفن هوكنجز[9] و قد انقلبت تلك المقولة ألي عكسها، بعد التسعينات من القرن الماضي، فأصبحت تقول انه كلما تكشف علم جديد للبشر ، كلما أصبحت مساحة المجهول اكبر أمامهم.
العولمة سوف تؤثر على الإنتاج و الاستهلاك الثقافي العربي على ضعفه وقلته،فاعادة هندسة الاقتصاد سوف يتبعها إعادة هندسة الثقافة، وبالتالي فان الاعتماد على ثقافة القطاع العام، و الدولة الأب( عيال الدولة) التي أفرزت قيم و سلوكيات شديدة الضرر بالتنمية، وقد أبرزت الاهتمام الشامل بالحقوق، و الإهمال العام للواجبات، فالأجر الذي يحصل عليه العامل هو إعانة من الدولة له الحق فيه، وقد أدى هذا ألي الحط من قيمة العمل، ومن ثم تدهور الكفاءة
ومن مفارقة العولمة في الثقافة العربية أنها في الوقت ألي تفتح الأبواب للتعامل الثقافي الكوني، تقلق أمام التعامل الإقليمي في الثقافة الواحدة، فبعض الكتب ممنوعة، و الاتنرنت مفتوحة للجميع تقريبا.
****
دون البحث العلمي الرصين و الخالي من المواقف المسبقة حول الثقافة العربية الراهنة بكل إشتقاقاتها العلمية و الاجتماعية و السياسية و السلوكية، والبحث في عناصرها المحفزة للتنمية الشاملة لتعضيدها، و دراسة عناصرها المعوقة للتنمية و إلقاء الضوء عليها و التقليل من فعاليتها، لن يستطيع الجسم العربي من معرفة أي العناصر في ثقافته هي محفزة لقبول مفاهيم التنمية المعاصرة بكل ما تطلبه من اندماج و تشرب في عصر هو بامتياز عصر المعلومات العالمي و المنافسة العالمية، وأيها هي المثبطة و المعوقة.
دون ذلك سوف نبقي في مجال الاختلاف في القرن الذي بدا، على صيغ سياسية و اجتماعية متعددة تبدو لنا من الخارج مختلفة و تطلق شعارات شتى و لكنها في النهاية محكومة بعناصر ثقافية معوقة للتنمية لن تقدم شيئا للمواطن العربي غير الكثير من الألم و الدموع و التخلف.
[1] في هذا الموضوع انظر كتاب ألن بيرفت ( المعجزة الاقتصادية) كيف تؤثر ثقافة الأمم وذهنياتها في نجاح الاقتصاد أو إخفاقه. من منشورات دار النهار، عرض له الكاتب بتوسع في مجلة العربي يناير 1998
[2] انظر ثقافة الفقر و تحديات القديم، كما عرض الدكتور احمد أبو زيد لمقولات أوسكار لويس في الحياة 22 فبراير سنة 2000.
[3] لتفصيل اكثر انظر إبراهيم الحيدرى جريدة الحياة 30 يناير 2000، وكذلك رضوان جودة زيادة، نفس المصدر 2 مارس 2000.
[4] انظر في هذا الموضوع الكتاب الهام لعبد الإله بالقيز ( في البدا كانت الثقافة) نحو وعي عربي متجدد بالمسالة الثقافية، منشورات أفريقيا و الشرق 98.
[5] كلما ذهبت ألي ندوة حول العمل العربي المشترك تسمع تجربة ( السوق الأوربية المشتركة) ليس في العموم، ولكن أيضا في التفاصيل.
[6] علي الشوك ( حول الألفاظ العربية المستعارة من الفارسية) جريدة الحياة 31 يناير 2000
[7] انظر مقالة فهمي هويدي في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 14 فبراير 2000
[8] مقال سبق ذكره.
[9] في مؤلفه المشهور brief history of time